لقاء وطني في نقابة الصحافة .. نحو خريطة طريق لإنقاذ الدولة

نقابة الصحافة – بيروت، 14 أيار 2025

بدعوة من “اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات”، عُقد لقاء وطني موسّع في قاعة نقابة الصحافة في بيروت، تحت عنوان “بناء الدولة المعاصرة”، بحضور عدد كبير من الشخصيات الفكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية، وممثلين عن المجتمع المدني من مختلف المناطق اللبنانية.

هدف اللقاء إلى مناقشة التحديات الوجودية التي تهدد الكيان اللبناني في ظل الحروب الناعمة والخشنة، وضغوطات شركات العولمة، ومحاولات الهيمنة على مقدرات البلاد عبر أدوات سياسية وطائفية ومذهبية. واعتُبر اللقاء مناسبة لوضع خريطة طريق إصلاحية تنقل لبنان من أزمته البنيوية إلى دولة مدنية حديثة ترتكز على العلم، والعدالة، والمواطنة، والقانون.

خلال اللقاء، عرض الدكتور ريمون غوش ورقة شاملة بعنوان “بناء الدولة المعاصرة”، تضمنت 17 بندًا إصلاحيًا، أبرزها:
• إرساء الحرية والعلم كركيزتين للتقدم والتطور في المجتمع.
• إصلاح شامل للتعليم العالي، وتوجيهه نحو البحث العلمي والابتكار.
• إدخال العلم في الاقتصاد كما فعلت كبرى الدول، ومواجهة تغوّل شركات العولمة.
• بناء دولة القانون من خلال قضاء مستقل وعادل ومحاسبة جدّية.
• تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ورفض النموذج النيوليبرالي المتفلت.
• تحصين المرافق العامة، وتنظيم المالية العامة والقطاع المصرفي.
• استرداد المال المنهوب، ومنع الجمع بين العمل السياسي والمصالح الخاصة.
• إنصاف المرأة وتحقيق المساواة في الحقوق والفرص.
• تأسيس اقتصاد معرفي حديث، يعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وشددت الورقة على أن الحل لا يمكن أن يأتي من داخل النظام الطائفي القائم، بل عبر بلورة حاضنة شعبية واسعة تشكّل رافعة للتغيير، وتدفع بمشروع وطني جامع تتلاقى فيه القوى الإصلاحية من مختلف المشارب.

وفي كلمته خلال اللقاء، أكد رئيس المجلس الوطني للإعلام الدكتور عبد الهادي محفوظ أن “هذا النوع من اللقاءات الفكرية هو ما تحتاجه البلاد في هذه المرحلة الدقيقة، حيث تسود الفوضى والانهيار. المطلوب هو إحياء العقل الوطني الذي يربط بين العلم والسياسة والمواطنة”. وأضاف: “لا يمكن لأي مشروع إصلاحي أن ينجح من دون مواكبة إعلامية مسؤولة، ترفع الصوت وتراقب وتضغط وتدافع عن القيم الحديثة للدولة”.

واتُّفق في ختام اللقاء على توسيع لجنة المتابعة المنبثقة عن اللقاءات السابقة لتشمل ناشطين وخبراء من جميع المحافظات اللبنانية، واستكمال الحوارات في المناطق بهدف إشراك أوسع طيف من القوى الفكرية والاجتماعية في مشروع وطني جامع يعيد الاعتبار لفكرة الدولة ويؤسس لمرحلة جديدة من النهوض.

واختُتم اللقاء برسالة أمل مفادها أن “رغم الصعاب والانهيارات، ما زال بالإمكان إنقاذ لبنان، إذا توافرت الإرادة السياسية والعقل العلمي والحاضنة الشعبية”

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى