تشكيك مستمر بإنجازات المقاومة بتحريض أميركي، فهل يخدم ذلك مصلحة لبنان؟
في الحسابات السياسية الضيقة لدى بعض الأفرقاء اللبنانيين تضيع المعاييرُ الوطنية التي تشكل أولويةً في موازين الربح والخسارة، وفي مقدمها حفظ السيادة الوطنية وحمايتُها من المخاطر المحدقة به، لا سيما تلك المتأتية من العدو الصهيوني.
حملاتُ تصويبٍ تقودُها الولاياتُ المتحدةُ الاميركية ضد المقاومةِ في لبنان ويتماهى البعض معها داخلياً، ضارباً عرض الحائط العطاءات الكبيرة على مدى عقود من الزمن وفي مقدمها طرد الاحتلال وتحرير الارض وتقديم الغالي والنفيس في سبيل هذا الوطن.
فما هي الغاية من حملة هؤلاء على المقاومة؟ عن ذلك يتحدث لإذاعة النور الأمين العام للحزب الديموقراطي اللبناني وسام شروف، حيث يعتبر أن “السؤال الأكبر هو هل هؤلاء يريدون مصلحة لبنان؟ في أي مفاوضات في العالم إذا كان لديك مكان قوة أو نقاط قوة تتمسك بها لتحصّن وطنك أكثر ولتحقق مكاسب أكثر تعود بالمنفعة على كل المواطنين، لذلك نقول إنه من يصوّب أكثر ومن يلاقي المشاريع الخارجية أكثر ومن يرغب في استعجال الأمور أكثر بالتأكيد لا ميل لديه ولا رغبة في حماية قوة الوطن، فالرغبة الحقيقية لديه هي بأن يكون أكثر قدرة على السيطرة وأن يبعد من هم المواطنون الأصيلون في هذا الوطن والذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم وأرزاقهم في سبيل الزود عنه وعن أرضه وكرمته”.
ويشير شروف الى أن هذه المواقف الداخلية إنما تهدف الى إثارة الفتن وإشعال الساحة الداخلية: “حين نتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية فنحن حكمًا نعرف أنها الراعي الأول للكيان الغاصب فبالتالي حتمًا ستنسجم مواقفها ورغباتها مع ما يرغبون، فهل المطلوب الدفع إلى حرب أهلية؟ هل المطلوب الدفع إلى فتنة بين لبنانيين؟ هل المطلوب جعل هذه الشريحة الكبيرة من اللبنانيين الأصيلون الذين ضحوا بكل ما يملكون في سبيل الدفاع عن هذا الوطن معزولة؟ ثمة من يحاول العبث بمكان يؤدي إلى ما لا تحمل عقباه”.
وفي مقابل هذه المواقف التي تخدم مصالح مطلقيها يكمن السؤال الاساسي: أين مصلحة لبنان في هذا، وما هي الغاية من التماشي مع المواقف الاميركية لمحاولة اضعاف هذا البلد وتجريده من قوته أمام العدو الاسرائيلي الذي لا يتوانى عن مواصلة تحقيق اطماعه؟