Deprecated: Required parameter $ad follows optional parameter $options in /home4/hawanale/public_html/wp-content/plugins/advanced-ads/classes/display-conditions.php on line 208

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home4/hawanale/public_html/wp-content/plugins/advanced-ads/classes/display-conditions.php:208) in /home4/hawanale/public_html/wp-includes/feed-rss2.php on line 8
مقالات – هوانا لبنان https://www.hawanalebanon.com Sun, 08 Jun 2025 07:04:47 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://www.hawanalebanon.com/wp-content/uploads/2022/11/هوانا-لبنان.jpg مقالات – هوانا لبنان https://www.hawanalebanon.com 32 32 حملت بناتي وهربت من الموت .. شهادة مؤلمة من المحامي “حسن بزي” بعد قصف منزله https://www.hawanalebanon.com/?p=215957 Sun, 08 Jun 2025 07:04:10 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=215957 المحامي حسن بزي يروي اللحظات الأخيرة قبل قصف منزله في الضاحية

في مشهد يختصر وجع العائلات اللبنانية تحت القصف، روى المحامي والناشط الحقوقي حسن بزي تفاصيل ما جرى معه قبل قصف منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث نجا هو وأفراد عائلته من موت محقّق، بعد لحظات من إعلان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” عن نشر خرائط لأهداف سيتم قصفها.

وقال بزي في منشور مؤثر: “كنت عم اتوضى بدي صلي، خبرتني مرتي إنو أفيخاي النجس نزّل منشور قال فيه ما معناه: “انطروا مني بيان”. وخلال ثواني، بدأ إطلاق النار تحت شباك غرفة نومي لتحذيرنا، وخلال ثواني كمان، نشر الخرائط…
ركّزت منيح، لقيت إنو بنايتنا جزء من المربّع الأحمر اللي بدو ينقصف.
لأول مرة بحياتي حسّيت بشعور إنك تكون الهدف، وإنو بين لحظة والتانية ممكن تخسر بيتك وعيلتك وكل شي بتملكه.”

وتابع: “خلال دقيقة، كنت عابط ليديا وليتيسيا، وندهت لأولادي علي وأحمد، وركضنا على السيارة. قلت لمرتي: “الحقيني بسيارتك مع مساعدتنا المنزلية”.
حملت البنات حُفاة، وأنا ما كنت لابس إلا شورت ومشاية. كنت عم أتسابق أنا والصاروخ المنتظر.”

وأضاف: “علقت بالعجقة 22 دقيقة، على بعد 75 متر من البيت، قلت خلص، لهون وبس.
تركت السيارة، وشلت ليديا، وقلت لعلي يحمل ليتيسيا، ومشينا من حي الأميركان للحازمية.
أنا وأربع أولاد، حاملين وجعنا، وما معنا غير رب العالمين.”

وختم بزي شهادته بالقول: “المشهد اللي وجعني هو الركض بالشارع حافيين وهربنا من الموت بلحظة. أما الأضرار الجسيمة بالبيت والسيارة، ما بيسووا نقطة دم من أي إنسان.

صحيح بيزعل الواحد على ذكرياته، بس الإنسان الحقيقي بيظهر وقت الشدائد.
رغم كل شي، رح نضل نقول: الموت لإسرائيل.”

]]>
غارة أنهت عائلة نازحة .. وتركت ابنها يتيماً في الغربة https://www.hawanalebanon.com/?p=215930 Thu, 05 Jun 2025 07:28:30 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=215930 إعداد: صفا عصام توبه

ولا حدا “شهادة حيّة من قلب المجزرة…”

جلس علي على الأريكة في غربته، بعيدًا آلاف الكيلومترات عن بيروت. كانت يداه تعبثان بهاتفه، وقلبه يعبث به. لا شيء في النهار كان طبيعيًّا. حتى ضحكة أمّه في مكالمة الظهر كانت غريبة… “أول مرة بترد عليي وهي وعم تعمل أكل”، قالها لنفسه كمن يحاول فكّ لغزًا صغيرًا يلاحقه منذ الصباح. شرب شربة ماء. لم يكن عطشانًا. كان شيء داخله ينشف دون أن يدري. ثم قلب شاشة الهاتف. عنوان واحد، من دون تفاصيل، من دون أسماء: “غارة على رأس النبع – النويري.”صمت كلّ شيء… ثم فجأة، انفجر الصوت من صدره: “أهلي راحوا!”قالها قبل أن يسمع أي خبر. قبل أن يجيبه أحد. قالها لأن قلبه عرف. لأن الروح تسبق أحيانًا الحقيقة. من هناك بدأت النهاية. ومن هناك تبدأ الحكاية. حكاية شاب عاد من غربته، لا ليلتقي عائلته، بل ليمشي وحده بين قبورهم، حافي القلب، لا ظلّ له سوى الذكرى.

في ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٤، استهدفت غارة إسرائيلية شقة سكنية في منطقة النويري في بيروت. داخل الشقة كانت تقيم عائلة حسين محمد نجدي، والتي نزحت قبل أسابيع من بلدة صريفا جنوب لبنان، هربًا من القصف المتواصل. الغارة أسفرت عن استشهاد الأب حسين، الأم لارا، التوأم بسام وزكريا (عمرهما ١٥ عامًا)، والطفلة فاطمة (٤ سنوات). الناجي الوحيد من هذه العائلة هو ابنهم الأكبر. علي حسين نجدي، الذي كان يعمل في جمهورية الكونغو منذ منتصف آب. سافر بحثًا عن لقمة عيشٍ تحفظ كرامته وتُفرح أهله.

قصة المجزرة لم تبدأ في بيروت، بل بدأت قبلها بأسابيع، بين صريفا وصور وعدلون، ثم وصلت إلى قلب العاصمة. والمجزرة لم تُمحَ، بل تحولت إلى ذاكرة حيّة يمشي بها علي كل يوم. ظنًّا منهم أن الموت لا يزور المدن.

في ١٥ آب ٢٠٢٤، عند الساعة العاشرة والنصف ليلًا، انطلقت سيارة العائلة من صريفا إلى بيروت، تقلّ كل من: الأب حسين، الأم لارا، ابنهما علي، التوأم بسام، والطفلة فاطمة. زكريا، توأم بسام، بقي في الضيعة ليلعب مع رفاقه. لحظة الوداع لم تكن عادية. لارا كانت ترتدي لون الحزن أينما ذهبت، كما اعتادت منذ الحرب. وفاطمة كانت بفستانها الأبيض والأسود تمسك بـ”بابيون”، كأنها ذاهبة لفرح لا تعرف أنه وداع. حسين بالأبيض، وبسام يرتدي السماء.

وصلوا إلى مطار بيروت عند الساعة ١٢:٣٠ بعد منتصف الليل. تأجّلت الرحلة حتى السادسة صباحًا. جلست لارا قرب ابنها علي، تمسح جبينه وتهمس له:

“الله يرضى عليك يا إمي، ويوفّقك، خليك راضي ربّك انت بالغربة”. علي ضحك، لكنه تذكّر لاحقًا أن تلك الضحكة كانت تحمل نبوءة ما. قال: “عابطتني ما بدا تفلتني، وقالتلي ركّز عصلاتك يا إمي وساير العالم.”

كانت هذه المرة الأخيرة التي يرى فيها وجهها عن قرب. المرة الأخيرة التي يشتم فيها رائحتهم جميعًا.

في ٢٣ أيلول، ومع بداية العدوان الإسرائيلي على الجنوب، قررت العائلة مغادرة صريفا. كانت أولى المحطات منزل أهل لارا في صور، حيث بقوا أربعة أيام. ثم انتقلوا إلى عدلون عند أخت لارا جمانة ليومين، قبل أن تدفعهم شدة الغارات إلى بيروت.

استأجروا شقة في النويري، آملين أن يكونوا بمأمن هناك فسماء المدن لا تعرف صوت الصواريخ. في تلك الفترة، كان علي في تواصل دائم معهم، يتبادل التسجيلات الصوتية، يسمع صوت أمه، يشتاق لأخوته.

لارا كانت تعدّ الطعام وكأن علي سيطرق الباب فجأة، وتقول له في التسجيل: “شو بتحب نعملك أول ما ترجع؟ الباذنجان المقلي بعدو ناطرك تعا كول”. كانت هذه وجبته المفضلة.

في ١٠ تشرين الأول، الساعة ٢:٣٠ ظهرًا، اتصل علي بوالدته عبر الفيديو. ردّت عليه وهي في المطبخ، تحضّر فعلاً الباذنجان المقلي. ضحكت لارا، لكن علي شعر بشيء غريب: “ضحكتا كانت كتير غريبة، ما قدرت إفهما.” أنهى الاتصال. جلس في المطبخ، شرب شربة ماء. لم يكن عطشانًا. لكن قلبه كان فارغًا.

في الساعة ٧:٢١ مساءً، وصل الخبر: “غارة على النويري”. من دون أن يقرأ التفاصيل، من دون أن يرى الأسماء، صرخ: “أهلي راحوا!” ركض نحوه أمين، ابن خالته. “شو في؟”..  غصّ علي والدموع تختنق في صوته: “عم قلك أهلي استشهدوا.” بكى، وبكى أمين لبكائه. “ما عرفت شو إعمل غير أهبطا ونبكي”. اتصل علي مرارًا بخالته جمانة. لم تجب. ثم، أخيرًا، عند الساعة ٨:٣٠ مساءً، ردّت. سألها رغم معرفته بالجواب: “مين بقي؟” قالت، بصوت ينهار وفيه رجفة الرعد والبرق: “ولا حدا”. بكى علي وأمين وجمانة حتى الإختناق.

في اليوم التالي، ١١ تشرين الأول، عند الساعة ١:٠٨ ظهرًا، وُوريت الأجساد في جبانة بلدة صريفا. لارا وطفلتها فاطمة دُفنتا في قبر واحد. حسين، بسام، وزكريا في قبور منفصلة وجميعهم بقرب بعض كالعائلة.  علي لم يكن حاضرًا بالجسد، لكنّه قال:

“أنا دفنتن بقلبي.” وطلب أن تُدفن فاطمة في حضن أمّها: “عشان تضلّها بحضن إمي للأبد.”

بقي علي في الغربة بعد وقف إطلاق النار، يشاهد اللبنانيين يعودون إلى أهلهم، بينما هو بقي هناك، بلا أحد. وفي ١٦ كانون الأول ٢٠٢٤، عاد. الساعة الرابعة عصرًا، وصل إلى مطار بيروت. لا أم تنتظره، لا أب، لا إخوة، لا فاطمة. فقط خالته، بالدمع. كل الأشخاص يجيدون لغة الأحضان والدموع لأن لا كلمات تعزّي فاقدًا بما فقد. “أنا خسرت أختي، بس هو خسر كل شي”. قالتها بحيرة وهي تتلفت للقبور الأربع..

طلب علي الذهاب مباشرة إلى الجبانة. دخل ورفاق دربه ينظرونه. لا يذكر وجوههم. يذكر ان جميعهم حضنوه ولكن لم يكن الحضن الذي يريده. “لقيت جريب ماخديني لعند إمي..”. وقف فوق قبر أمه وأخته، جلس بصمت. مرّر كفّه على الشاهد. همس: “رجعت.” وبكى طويلا. ثم مشى نحو قبر والده. قبّله. ركع أمام قبري التوأم: “اشتقتلكن.” أسند ظهره على حائط وهمي ومدّ قدميه “ليش تركتوني لحالي”. وبحيرة ينظر للقبور الأربع “على مين بدي إبكي ومع مين بحكي”.

والآن صار علي مع موعد جديد أكثر إيلاما من مقبرة الأجساد. الآن سيذهب لمقبرة الذكريات. عندما قرر دخول البيت، لم يفتحه كما يفتح الناس بيوتهم.

وقف طويلًا أمام الباب، كأنه ينتظر إذنًا. دخل. الغرفة الأولى كانت غرفة أمّه وأخته. اللون  البنفسجي المليئ بالسكون، سرير فاطمة الذي يحمل الفراشات، الدُمى المرمية بداخله التي أكلتها غبار الإعتداءات. كل المكان يضجّ بالذكريات. فتح الخزانة، أخذ ثوب لارا، ضمّه إلى وجهه. شمّ ما تبقّى منها وبكى. شمّ رائحة الحنان الميّت للمرة الأولى. شمّ عطر جسدها المدفون تحت التراب. تناول مصلّى والده، ركع عليه. قبّل مكان القدمين وبكى وهو ساجدا. حمل لعبة فاطمة تلك التي أهداها هي يوم الأحد والتي كانت بلون الدّم. ثم انتقل إلى غرفة التوأم. السماء في كل مكان في غرفتهما. قميص على الكرسي. صورة شمسية لكل منهما على الجدار. جلس، ضمّ القميص إلى صدره وبكى. بسام وزكريا اللذان كانا على مشارف الرجولة رحلوا. “كان في كتب المدرسة لإلهم والفوتبول”. ذاك العدوان الذي قتل الطفولة والرجولة ونحر عنق الإنسانية.  “زكريا وبسام كانوا يحلموا يصيروا نجوم، وهلّق صاروا نجوم السما.”

علق صورًا للعائلة على الحائط. لارا وحسين، فاطمة، التوأم. لكنه لم يجد صورة تجمعه بهم كلّهم. حتى في الذكرى… بقي وحده. لا ذكريات لتلك الصور عندما إلتقتت. ولكنها صارت هي كل الذكرى.

في ٢٢ شباط ٢٠٢٥، قرر زيارة موقع الغارة في النويري. صعد إلى الشقة. لم يبحث عن شيء. فقط وقف عند الطاولة، نظر إلى مكان مائدة الغداء. لارا كانت هناك تطبخ للعائلة.فاطمة كانت ترسم في الزاوية.قال:“يا ريت كاينين بغرف النوم، السفرة لكانت جامعيتن هيي ذاتا لفرقتني عنن.” ثم نظر إلى الجدران، وتمتم: “ليش خليتوني لحالي؟”

المحامي رامي أبو ملحم، الخبير في القانون الدولي، صرّح بأن ما جرى هو:“جريمة حرب موصوفة، وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف الرابعة. استهداف عائلة مدنية بكاملها هو مجزرة بكل المعايير، ويجب أن يُفتح فيها تحقيق دولي عاجل.” اليوم، علي يعيش في بيت بلا صوت. يزور قبورهم كل يوم، يبدأ بقبر أمّه وفاطمة. قال: “إمي بعدا ملجأي، حتى بعد موتها.” وعندما يسأله أحد:“وين أهلك؟” يردّ بهمسٍ يقطر وجعًا: “بقلبي.”.

]]>
سنا فنيش: كلهم يبتسمون .. حتى الخناجر https://www.hawanalebanon.com/?p=214880 Fri, 23 May 2025 07:27:56 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=214880

سنا فنيش

ليتني كنتُ أؤمن بالمظاهر كما يؤمن بها هذا الزمن…
ليتني كنتُ أرى الوجوه فقط، ولا أحاول أن أقرأ ما وراءها…
ولكنني – للأسف أو لحسن الحظ – أمتلك بصيرة لا تُخدع بسهولة، وقلبًا لا يرحب بالكذب حتى لو زُيّن بالابتسامات.

نحن نعيش في مجتمع يتقن التمثيل أكثر من نجوم السينما،
مجتمع فيه اللسان مغطى بالعسل، لكن القلب مليء بالسم،
فيه الناس يمدحونك أمامك… ويسحبون كرامتك خلف ظهرك،
يزغردون لنجاحك… بينما يسألون: “كيف حصلت عليه؟ ومن ساعدها؟”
وإذا وقعت، قالوا: “كنا نعلم أنها لن تصمد طويلاً”!

النفاق الاجتماعي ليس مجرد كذب… بل هو خيانة للقيم.
هو أن يُلبسك الناس ثوبًا من المديح وهم يحيكون لك خنجرًا من الغيرة.
هو أن تُضحكهم لتُشعرهم بالسعادة، وهم يضمرون لك كل ما يؤلم.

كم من مرة صافحتُ وجوهًا دافئة، ثم اكتشفتُ أنها باردة من الداخل؟
كم من مرة قيل لي كلامًا جميلاً، فقط لأنني كنتُ حاضرة، وغاب كل ذلك حين غبت؟
كم من مرة وقفت مع أناس في عزّ ضيقهم، فاختفوا في عزّ فرحي؟

هذا المجتمع لا يريد الإنسان الحقيقي، بل يريد المريح!
يريدك أن تُساير، أن تُجامل، أن تصفق للخطأ، أن تبتسم للظلم،
يريدك أن تكون “جيدًا” شرط ألا تقول الحقيقة، وألا تفضح الزيف، وألا تكون أنت!

ولكن، لا وألف لا…
أنا لست ممن يُغلقون أعينهم كي لا يروا القبح.
ولست ممن يلبسون أقنعة كي ينجوا.
ولا ممن يطأطئون رؤوسهم كي يحافظوا على مقعد في الصف الأول.

أنا امرأة خلقت على مبدأ واحد:
“كن كما أنت، ولو وقف العالم ضدك”.
أن تحيا حقيقيًا خير من أن تعيش زيفًا طويلًا.
أن تخسر مئة علاقة مبنية على الكذب… خير من أن تربح واحدة قوامها الاحترام والصدق.

فليكرهني من لا يحتمل حقيقتي،
وليبتعد من لا يستسيغ صدقي،
فأنا لا أبيع قناعاتي في سوق المجاملة،
ولا أساوم على مبادئي تحت طاولة المصالح.

النفاق ليس ذكاء، بل ضعف.
والمُجامل بلا مبدأ ليس لطيفًا، بل جبان.
والساكت عن الخطأ ليس مسالمًا، بل شريك فيه.

كفى تصفيقًا للمنافقين…
كفى مدحًا للمتسلقين…
كفى صمتًا أمام الأقنعة التي شوهت وجه الإنسانية!

أنا لا أبحث عن الكثرة… أبحث عن الأصالة.
لا أريد جوقة من المصفقين، بل قلبًا صادقًا واحدًا يقول لي الحقيقة ولو كانت قاسية.

في زمن الأقنعة، كن وجهًا مكشوفًا.
وفي زمن الزيف، كن مرآة تعكس النور، لا الظل.


]]> الدكتور علي أحمد “الانتخابات البلدية .. انتصار بيئة لا تكسر” https://www.hawanalebanon.com/?p=214631 Mon, 19 May 2025 10:16:46 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=214631

الباحث في الاعلام والاتصال السياسي الدكتور علي محمد أحمد

طيلة الأسابيع الماضية، حاول البعض تحويل الانتخابات البلدية إلى محطة ضغط مكثف على بيئة صلبة، فانطلقت حملات نُفذت ضمن سياق نفسي واجتماعي وسياسي خانق، بهدف كسر إرادة هذه البيئة وتفكيك تماسكها الداخلي، تمهيدًا لمعركة أشد: الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يجري الرهان الأكبر على اختراق البلوك الشيعي ولو بمقعد واحد.

لم يكن الهدف بلدية هنا أو هناك. الرهان الحقيقي كان على إسقاط الإرادة، وزرع الوهم بأن زمن الثنائي انتهى، وأن حضوره في بيئته تراجع، وأن الصوت الوحدوي لم يعد جامعًا.

في بعلبك بشكل خاص والبقاع بشكل عام، وقف السعودي بوجه كل المحاولات التوافقية ومارس ضغوطًا مباشرة وعلنية على شخصيات روحية بارزة عُرفت باحتضانها للتنوع والوحدة الإسلامية والوطنية. كما طُلب من جمعيات “متحالفة تاريخيًا مع خط المقاومة” الانسحاب من أي عملية توافقية، ما مثّل خرقًا واضحًا للتقاليد السياسية والاجتماعية في المدينة.

في المقابل، كانت ماكينة إعلامية عربية تعمل على مدار الساعة، فبعثت قناتا “الحدث” و”العربية” وأخواتها مراسليها إلى بعلبك، ولم تتوقف نشرات أخبارها عن بث تقارير وأخبار عاجلة لأكثر من 15 يومًا عن الحدث العالمي: انتخابات بلدية مدينة بعلبك.

ورغم كل هذه الضغوط، فاجأت البيئة الجميع:

• المشاركة جاءت كثيفة وفوق التوقعات.
• النتائج أربكت الخصوم ورفعت منسوب الثقة في الشارع.
• الخيارات عبّرت عن وعي ناضج وانحياز صريح للمقاومة.
• الشعارات خرجت من صميم الوجدان الشعبي، لا من غرف الحملات.
• التنظيم الميداني والسياسي عكس جاهزية عالية رغم الاستهداف.

ما جرى كان بمثابة صفعة سياسية خماسية الأبعاد “للأمير يزيد” ومشروعه ومن راهن معه.

أما في بيروت، سقطت كل الاتهامات التي لاحقت الشيعة بأنهم يسعون للمثالثة أو لتفكيك الصيغة اللبنانية. الواقع أن الثنائي الوطني أثبت أنه الحامي الأول للوحدة الوطنية، والضامن لتوازن العاصمة. فلو قاطع الشيعة الانتخابات بالأمس، لكان البلد أمام مشهد انقسام وخطاب حرب أهلية مفتوح.

الثنائي الذي قدّم خيرة شبابه دفاعًا عن لبنان، يثبت مرة بعد مرة أن المسؤول عن حماية هذا البلد هو من يحفظ الميثاق والتوازن، لا من يهددهما.

وفي الجنوب، فقد أتت سلسلة التزكيات تعبيرًا صريحًا عن انسجام شعبي عميق مع خيار المقاومة. أعلنت الناس موقفها بصوت واضح: هذا الخيار هو خيارنا، وهذا الطريق هو طريقنا، ولا مكان فيه للمناورات ولا للمغامرات.

الانتخابات البلدية جسدت انتصار بيئة تعيد التأكيد أنها ما زالت صلبة، واعية، متمسكة بخياراتها. رغم كل الضغوط، وكل الحملات، ثبت أن الانتماء لا يُشترى، وأن الرهان على التعب والإحباط خاسر.

كما في كل مرة، ضاعت الأموال، وتكسّرت الرهانات على أعتاب هذه البيئة المقاومة التي تعرف جيدًا من هي، وإلى أين تتجه.

لكن المعركة لم تنته. نحن أمام عام كامل من الضغط المركّز، إعلاميًا ونفسيًا وسياسيًا، لتعويض الفشل المدوي في هذا الاستحقاق. ستُستخدم كل الأدوات الممكنة: حملات إعلامية، تسريبات، إشاعات، ومال سياسي، وربما تدخلات جديدة، وأبواق سيرتفع صوتها كثيرًا في المرحلة المقبلة بهدف ترميم الخسارة وخلق واقع بديل.

لكن هذه البيئة اليوم أقوى. وعيها أعلى. حضورها أرسخ. وهي لا تكتفي بالدفاع، بل تتقدم لتقول: نحن الرقم الأصعب في معادلة الوطن.

]]>
ريم وهبي: لبنان وحدتنا والبيرة هويتنا https://www.hawanalebanon.com/?p=214127 Thu, 08 May 2025 19:25:04 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=214127

من أعظم القيم قيمة العطاء والحاج محمد وهبي خير مَن أعطى لبلدتنا العزيزة البيرة
من هنا ووفاء لهذا العظيم الذي كان قدوة في العمل البلدي والإجتماعي والثقافي والذي حول بلدة البيرة من قرية صغيرة إلى مدينة أحتضنت اهلنا وكل مَن أتى للإقامة فيها ليس فقط لأجل مناخها بل لأجل طيبة أهلها وفعل المجلس البلدي الذي ترأسه الحاج محمد لسنوات وكانت البلدة كمنزله يخاف عليها ويغار على أهلها فأستحق لقلب محب الجميع
من هنا كان واجبا” علينا” ووفاءٍ لما قدمه من حياته لأجل بلدتنا فنحن ايضا” نقدر هذه التضحيات وسوف نكون خلف نجله أحمد وهبي ليس من باب المبايعة العائلية إنما لأستمرار نهج التطور من صاحب الخبرة الحاج محمد إلى جيل الشباب الأستاذ احمد
يا أهلنا واحبتنا في مدينتنا البيرة العزيزة
نحن شباب وشابات بلدة البيرة نحن جيل يطمح إلى التطور وتحويل بلدتنا لمنطقة سياحية اولا”
ونفتخر بأن نكون واجهة القرى العكارية بمحبتنا وتكاتفنا لخير البيرة.
الديمقراطية هي أساس
والعملية الإنتخابية هي وسيلة نعبر عنها عن رأينا بحرية ومحبة وتنافس ديمقراطي
لقد كان الحاج محمد وهبي رمزا” للعيش المشترك وهو مَن عمل لتكريم شهيد لبنان والوطن العربي دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري من خلال نصب تذكاري نفتخر بأنه في بلدة البيرة
وعندما قرر الأستاذ أحمد خوض الإنتخابات توجه إلى ضريح دولة الرئيس شهيد الوطن رفيق الحريري الذي نعتبره رمزا وطنيا نقتدي به وبمسيرة المستقبل الحاضنة لطائفتنا الكريمة
أهلي وأحبتي لنمارس حقنا الديمقراطي بعيدا” عن السياسة وننظر فقط لمصلحة البيرة
يجب ان نضع جميعا” إنتماءتتا السياسية جانبا بل ليضع الجميع هويته الحزبية على مدخل البلدة ويدخل إليها بهويته اللبنانية ووردة بيضاء يقدمها لأهله في البيرة عربون محبة وانفتاح وتعاون.

النجاح حق لكل مَن يرى نفسه مؤهل لهذا العمل ولكن لا يجب ان ننسى بأننا أبناء قرية واحدة نفرح لفرح الجميع ونحرن لحزن الجميع
لنضع يدنا بيد بعض ونكون أوفياء لنهج التطور والازدهار
ونقول كلمة حق وعرفان لمَن خدم البيرة لسنوات ونكرم عطائه بالوفاء ويكون صوتنا لمَن سيكمل درب النهوض الأستاذ أحمد وهبي

ابنتكم وابنة البيرة الطالبة الجامعية ريم جمال وهبي

]]>
آلاء عز الدين: من كفررمان إلى الجنوب كله .. العدو يعتدي والدولة غائبة https://www.hawanalebanon.com/?p=214010 Tue, 06 May 2025 17:29:04 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=214010

آلاء عز الدين

يواصل العدوّ الإسرائيلي خروقاته لإتفاق وقف إطلاق النّار 1701 في لبنان، آخرها الغارة من مسيرة اليوم في حي الجامعات في كفرمان التي استهدفت سيارة وأسفرت عن إرتقاء مواطن كان داخل السّيارة المستهدفة إضافة إلى إصابة شخص سوري بجروح متوسطة صودف مروره عند وقوع الغارة الإسرائيلية وغيرها الكثير من الإعتداءات وسط صمتٍ من الدّولة اللبنانيّة التي تكتفي فقط في تقديم الشّكاوي لمجلس الأمن الدّولي.

تعدّت الخروقات 3000 خرق من خرقٍ جوي وبري وبحري، هذا عدا إجرامه في غزّة وسط تخاذل وصمتٍ عربي وعالميّ ودعمٍ أمريكي وغربيّ. لم يسبق وأن وصل أي عدوان في العالم إلى هذا الحد حيثُ تفنن في حقّ البشر والطبيعة والبنى التّحتية دون أي رادع أخلاقي وديني أو إنسانيّ أو حتّى قانوني.

كما لبنان وغزّة لم تسلم سوريا واليمن من عدوانه وغطرسته دون أي حماية دولية لحقوق الإنسان التي من مهمتها قيام الأمم المتحدة مع أجهزتها المختلفة بدراسة أوضاع الحقوق في جميع دول العالم، والتّحقق من مدى التزامها القواعد والإتفاقيات الخاصة بحقوق الإنسان، والكشف عن الإنتهاكات المرتكبة، وتقديم المقترحات والتوجيهات لحماية هذه الحقوق، وطلب إنزال العقوبة، داخليًّا أو دوليًّا بالمذنبين فأين هذه الضّمانات؟

تترافق مع هذه الجرائم مطالبة نزع سلاح المقاومة معتبرين أنّ هذا السّلاح هو الذي يخرّب ويدمر البلد فأجابت المقاومة بأنّها لن تسمح لأحد بأن ينزع هذا السّلاح، حيث أكدّ الشّيخ نعيم قاسم في آخر خطاب له ” لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة سنواجه من يعتدي على المقاومة ومن يعمل من أجل نزع السّلاح كما واجهنا اسرائيل”.

فلا يُعقل أن يُترك أو يسلّم سلاح يحمي بلدًا دولته لم تقدر على حمايته وحماية سيادته. هل من المنطق أن يسلّم هذه السّلاح وترك البلد مسرحًا لاعتداءات العدوّ ؟ فإنّ كل ما يحصل في لبنان وغزّة وسوريا يأكدُّ على أهميّة تواجد سلاح المقاومة.

فإلى متى سيبقى هذا الصّمت العالمي بحق هذه الجرائم والإعتداءات؟

]]>
«مهدي علامة» نارُ الجهاد التي لا تخبو .. وسيفُ العهد الممهور بالدم https://www.hawanalebanon.com/?p=213748 Thu, 01 May 2025 19:12:43 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=213748

حسن شريم

بشعلة جهاد متّقدة، أنار الشهيد مهدي جواد علامة درب العزّة والاقتدار، شقَّ عتمة الخنوع بخطاه الثابتة نحو ميادين المجد والانتصار. حمل راية الحسين (ع) بأمانة، وعينه ترنو إلى فلسـ.ـطين، الأرض التي لا يحرّرها إلا دم الشرفاء.

مهدي، القائد الكشفي والمجاهد، لم يكن عابرًا في زمن النسيان. بل كان بركانًا جهاديًا تفجّر من صميم الإيمان، وخطّ بدمه مسيرة المجد، عانق سيف الحسين (ع) وصدح بحقيقة: “درب النصر مفروشٌ بالدم والتضحيات”. لم يساوم، لم يتراجع، لم يهن، بل كان أسدًا في ميادين النار، زاهدًا في الدنيا، ساعيًا فقط لرضا الله، متأسيًا بأبي عبد الله (ع). ترك لنا وصيّة خالدة بدمه: “لا حياة إلا بالجهاد، ولا عزّة إلا بالمقاومة، ولا خلود إلا بالشهادة”.

“كان ابني قلبًا نابضًا بالإيمان وعشق الجهاد”

بفخر ودموعٍ ممزوجة بالاشتياق والاعتزاز، تحدثت والدة الشهيد مهدي جواد علامة (أميري علي)، الحاجة ليلى حريري، عن فلذة كبدها الذي تربّى في أحضان المدرسة الحسينية الأصيلة، وعشِقَ نهج المـ.ـقاومة.

وقالت: “ولد مهدي في 18 كانون الثاني/يناير 1994، في بلدة عدلون الجنوبية، ومنذ نعومة أظفاره، شقّ طريقه نحو الجهاد، إذ انضمّ في سنّ مبكرة إلى جمعية كشافة الإمام المهدي (عج)، فكان ذلك البرعم الطاهر ينمو على أرض الإيمان، ويشتدّ عوده على درب التضحية والفداء. كان مهدي عنوان الإخلاص، وقائدًا كشفيًا لا يملّ العطاء، عاش تكليفه الشرعي بصدق، وزرع في محيطه روح الالتزام والجهاد. كان زوجًا صالحًا، وأبًا حنونًا، يربي عائلته الصغيرة بإيمان لا يتزعزع، موقنًا أنّ بناء الأسرة المؤمنة هو حجر الأساس لدولة الحق الإلهي”.

“في ملحمةٍ من نارٍ ودماء.. كان اللقاء مع القدر”

في صباح يوم الأربعاء، الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر 2024، أغارت طائرة حربية “إسرائيلية” على منزلٍ في بلدة النميرية الجنوبية، حيث كان الشهيد مهدي وأصدقاؤه يتحصنون. تحت وابل القصف الغادر، ارتقى أصدقاؤه جميعًا شهداء، ومن بينهم القائد المجـاهد فؤاد خزعل خنافر، فيما أصيب مهدي بجراحٍ بالغة.

نُقل مهدي إلى المستشفى، متشبثًا بخيط رفيع من الحياة، يقاوم بين السماء والأرض. وبعد أسبوعين من الألم والصبر، كتب الله له ما تمنى عمره كله: الشهادة. ارتقى مهدي بطلًا، محمولًا على أكفّ المجد، ليبلغ الأمنية التي لطالما سكنته، ويختم رحلته على درب الحسين (ع).

وتختم الأم كلمتها، وملامح الفخر تعلو وجهها: “مهدي لم يكن مجرّد شهيد، بل كان وعدًا صادقًا من الأرض إلى السماء، بأنّنا أبناء مدرسة الحسين (ع)، لا نغادر ميادين العزّ حتّى تحقيق وعد الله بالنصر”.

“مهدي.. شهيد الإيمان والتكليف”

بكلمات يغلبها الاعتزاز، استذكر والد الشهيد مهدي، الحاج جواد علامة، ملامح شخصية نجله، واصفًا إياه بأنه “صوت لا يساوم على الحق، ونبراسٌ للأجيال”.

“أن نبقى أوفياء لدرب الشهـداء”، بهذه الكلمات اختصر والد الشهـيد مهدي رسالة العائلة إلى الأجيال، مؤكدًا أنّ التقوى والإيمان هما جوهر نهج مهدي، ودربه الذي يُضيء الطريق للثابتين على عهد السماء.

وختم الوالد بالقول: “إنّ حياة مهدي كانت دعوة للثبات على الحق، ولمحاربة الـعدوّ الصهيـوني دون تردّد أو مساومة، مشددًا على أنّ الوفاء لمسيرته يعني الاستمرار في الدفاع عن المقدسات، وحمل شعلة المـ.ـقاومة وصون سـلـاحها مهما عظمت التضحيات”.

“رفيق الدرب.. وأبٌ على خُطى الزهراء (ع)”

بإخلاصٍ يُشبه إخلاص الرفاق في ساحات العز، تتحدث زوجة الشهيد مهدي، حوراء علوية، عن مسيرته العائلية بكلّ اعتزاز، قائلة: “منذ أول أيام زواجنا، كان مهدي يحمل في قلبه روح القيا دة والعطاء. كان رجلًا بكلّ ما للكلمة من معنى، سندًا حقيقيًا لي ولعائلتنا الصغيرة”.

وتضيف: “كان يحمل همَّ عائلته بكلّ حب، يدلّل بناته الثلاث (فاطمة، والتوأم زينب وزهراء)، بحنان لا يوصف. لطالما أوصاني بتربيتهن على خُطى السـ.ـيـ.ـدة الزهراء (ع)، ليكنّ نِساءً يحملن راية الطهر والإيمان. كان الأب المثالي، والزوج الحنون الذي نسج في قلوبنا أجمل معاني العطاء والوفاء”.

كان مهدي ملتزمًا بتكليفه حتّى آخر رمق، وكان مدافعًا شرسًا عن المظلومين، من لبنان إلى سورية، ومن القدس إلى اليمن الحبيب الذي أحبه وناصره حتّى في كلماته وصلواته. لم يُفصح يومًا عن دوره الجهــادي، عاش متحفظًا، كاتمًا للأسرار، يؤدي عمله الميداني بصمت العظماء. حتّى أعماله التطوعية، التي شارك فيها بلا كلل، لم تُعرف إلا بعد أن ارتقى شهـيدًا”.

قبل الشهادة بأيام، شدّ رحاله إلى كربلاء، إلى سيد الشهداء، حيث وقف عند الضريح الطاهر طالبًا من الله عز وجل أن يرزقه مقام الشهادة ببركة الإمام الحسين (ع). كانت دعوته مخلصة.. وكانت الاستجابة سريعة.

شارك مهدي في تشييع أصدقائه الشهداء، كأنه كان يودعهم واحدًا تلو الآخر، حتّى جاء اليوم الذي سار فيه الآخرون خلف نعشه الطاهر، يحملون جسده الذي سبق روحه إلى السماء، شهـيدًا وفيًا لعهد الطف.

“مهدي.. الأخ الذي صار مدرسةً خالدة”

يستعيد حيدر، شقيق الشهيد مهدي، ملامح العلاقة العميقة التي ربطتهما، مؤكدًا أن مهدي لم يكن مجرّد أخ، بل كان ملهمًا ومرشدًا روحيًا ترك بصماته في كل زاوية من حياته.

يقول حيدر: “مهدي علّمني أنّ سرّ الثبات يكمن في كتمان السر، والإخلاص للتكليف، وأنّ طريق الجـ.ـهــاد لا يُقاس بالنتائج بل بالصدق في النية”، مستذكرًا وصيته المستلهمة من القائد الشهيد عماد غازي غزالة، والتي ظلّ يرددها: “نحن مأمورون بأداء التكليف ولسنا مأمورين بتحقيق النتائج”.

بالنسبة لحيدر، لم يرحل مهدي، بل تحوّل إلى رمز حيّ، ومدرسة جهـادية تتوارثها الأجيال، مدرسة كتبت حكاية المجاهد الصادق الذي سار على درب الحسين (ع)، فخلّدته الأرض ورفعته السماء شهيدًا عزيزًا.

“عهد الأخوّة على درب الشهادة”

يستذكر صديق الشهيد مهدي، علي الهادي، ذكريات اللقاء الأول الذي جمعه به عند ضريح الشهيد علاء نجمة في بلدة عدلون، حين التقى روحًا مفعمة بالإيمان وعقلًا راجحًا يشعّ وقارًا وثقافة.

يقول علي: “كان مهدي عاشقًا للجـهاد، متيّمًا بالقادة العظام، يتحدث بوقار، ويشعّ حبًا واحترامًا”. ورغم قلّة اللقاءات بيننا بسبب انشغال مهدي في ميادين العزّ، فإنّ حضوره بقي عالقًا في القلب، سأبقى ما حييت وفيًّا لنهجه، ماضيًا على درب الشهادة”.

“بعضٌ من كلمات الشهيد

– “إخواني، اعلموا أنّ طريقَ الجهـاد شاقٌ وطويل، فهو طريقُ ذات الشوكة”.
– “حافظوا على نهج الإسلام المحمّدي الأصيل، واحفظوا دماءَ الشّهداء بمحاربَةِ الأعداء”.
– “احذروا التقصير في هذه المَسيرة التي نهضَتْ بِنا من الذُّلِ إلى الحياة”.

]]>
فاطمة دندش | لبنان إلى أين؟ https://www.hawanalebanon.com/?p=213737 Sun, 27 Apr 2025 20:53:45 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=213737
فاطمة دندش

في خضمّ التطورات المتسارعة على الساحة اللبنانية، وسط حالة الترقب والخوف من انفجار أمني أو سياسي كبير، يطرح اللبنانيون سؤالًا مصيريًا: إلى أين يسير وطنهم؟ وإلى متى ستبقى السيادة والكرامة الوطنية عُرضة للانتهاك أمام أعين الجميع دون رد حاسم أو موقف مسؤول؟

لبنان بين الاعتداءات الخارجية والعجز الداخلي:

منذ أكثر من خمسة أشهر، تواصل إسرائيل عدوانها المستمر على لبنان، بالتهديدات تارة، وبالاعتداءات المباشرة تارة أخرى. وبينما كان يُفترض بالدولة اللبنانية أن تتحرك دفاعًا عن أرضها ومواطنيها، اكتفى المسؤولون بتصريحات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع، في ظل غياب أي رد فعل وطني بحجم التحديات.

اليوم، وبعد استهداف الضاحية الجنوبية بالصواريخ، يبدو واضحًا أن التصعيد لا يقتصر على الجنوب فقط، بل يمتد ليشمل جميع المناطق اللبنانية، في محاولة مكشوفة لزعزعة الأمن الداخلي وتمهيد الأرض لتوترات أكبر.

يُطرح هنا سؤال منطقي: لو لم يكن “حزب الله” موجودًا، ماذا كانت لتفعل الدولة اللبنانية؟ الإجابة البسيطة والواضحة: لا شيء. فمن فقد سيادته وقراره الحر، لا يمكنه الدفاع عن أرضه ولا شعبه.

مخطط خطير يُحاك للبنان:

الواقع اليوم يُظهر أن لبنان يرزح تحت احتلال داخلي مقنع، تغذيه إسرائيل عبر أدوات محلية معروفة، تستغل الطائفية البغيضة، وتلهب النفوس بخطابات تحريضية تهدد وحدة المجتمع. يضاف إلى ذلك التدخلات الخارجية العلنية، التي تدير المشهد اللبناني لخدمة أجندات تتقاطع كلها عند هدف واحد: ضرب المقاومة وإضعاف روح الصمود.

الهدف واضح: تفتيت الداخل اللبناني، تعميق الانقسام السياسي والطائفي، وإبقاء البلاد في حالة استنزاف دائم، بين دعاة التطبيع الذين لا يخفون استعدادهم لفتح أبواب الوطن أمام الاحتلال، وبين مقاومين يعضّون على الجراح دفاعًا عن الأرض والعِرض.

الخطر الأكبر: الحرب الأهلية

من المؤسف أن بيئة الحرب الأهلية تبدو اليوم مهيأة أكثر من أي وقت مضى: فوضى إعلامية، انفلات أمني، غياب القضاء العادل، وتواطؤ بين أمراء الحرب القدامى الذين يواصلون ممارسة سياساتهم الحاقدة والمدمرة.

الخارج يحضر نفسه لدفع لبنان نحو الفوضى الكاملة إذا فشلت محاولات ضرب “حزب الله” بالوسائل الأخرى. لكن في المقابل، يقف وعي أبناء المقاومة وثقافتهم الوطنية الصلبة كخط الدفاع الأخير في وجه هذا المخطط الجهنمي.

في النهاية الحذر واجب:

لا شك أن صبر أبناء المقاومة وحكمتهم حالت حتى الآن دون انزلاق لبنان إلى حرب أهلية جديدة. ولكن الحذر واجب. فالمخططات لم تتراجع، بل تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض. مسؤولية الجميع اليوم أن يكونوا على قدر الوعي والتضحية، دفاعًا عن لبنان، كل لبنان

]]>
نيسان 96 .. الذاكرة التي لا تُنسى https://www.hawanalebanon.com/?p=213421 Fri, 11 Apr 2025 08:29:11 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=213421

وفاء عساف

من مذكرات الاعتداءات الإسرائيلية على مدار عهود من الزمن ، يبقى نيسان 1996 حاضراً في ذاكرة اللبنانيين وقد شهدوا عدواناً دموياً في سلسلة من المواجهات مع أعتى وأشد آلات الحرب الصهيونية، حينها أطلق العدو على عمليته العسكرية الواسعة ضد لبنان مسمى «عناقيد الغضب»، في محاولة لاستهداف البيئة الحاضنة للمقاومة والنيل منها وإخضاعها للمشروع الصهيوني التوسعي.

في بداية احتلال العدو الإسرائيلي للجنوب اللبناني، تم فصل خط المواجهة بين المقاومة والاحتلال بشريط شائك شهد العديد من العمليات النوعية بعد أن طوّرت المقاومة من أدواتها وتكتيكاتها وأساليبها، رداً على الحصار الأمني وتنفيذ الاغتيالات بحق قادتها في ذلك الحين.

ومع كل ما سبق، لم تضعف المقاومة ولم تهن، بل واصلت هجومها وعملياتها النوعية ما جعل العدو الإسرائيلي يشن عدواناً واسع النطاق في 11 نيسان 1996، وصبّ عناقيد غضبه وارهابه مستهدفاً المدنيين والأطفال في الجنوب اللبناني بالقصف والتدمير والتهجير، فكانت مجزرة المنصوري ثم مجزرة قانا التي أفجعت وهزّت الضمير الإنساني العالمي و شكلت صدمة للمجتمع الدولي.

كانت اهداف العدوان الإسرائيلي القضاء على المقاومة وإنهاء قدراتها وقوتها، وفرض سيطرة العدو ضمن معادلة ردع جديدة. لكن ثبات المقاومة وصبرها واستمرار توجيه الضربات لكيانها الغاصب بإطلاق صواريخ الكاتيوشا على مستوطناتها، وكسر قواعد الاشتباك المعتاد ،أجبر العدو على التراجع والانكفاء.

بحجم هذا الثبات الذي فاجأ العدو على المستويين السياسي والعسكري، أدى إلى «تفاهم نيسان»، وهو اتفاقية عقدت برعاية دولية غير مباشرة، تنصّ على تحييد المدنيين الأبرياء من الطرفين، وقد فرضت المقاومة معادلة جديدة: استهداف المدنيين الللبنانيين سيقابله الرد أيضاً باستهداف المدنيين في الكيان الغاصب.

الآن، وبعد مضي 29 عاماً على عدوان نيسان، نستذكر تلك المرحلة المفصلية كشاهد بارز على أن العدو الصهيوني لا يفهم سوى بلغة المقاومة والقوة، ولا يردعه الا الإرادة والعزيمة الصلبة والتمسك بالحق والأرض وحماية السيادة وصون الكرامة.

]]>
استراتيجيات فعّالة لتحسين الظروف المعيشية في لبنان https://www.hawanalebanon.com/?p=213399 Thu, 10 Apr 2025 15:44:04 +0000 https://www.hawanalebanon.com/?p=213399

إسراء وهبي

تأثير الأزمات على الواقع الاقتصادي للعائلات

في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، وخاصة بعد الأزمات المتتالية التي تعرّض لها، ومؤخرًا الحرب، يعاني الشعب اللبناني من قلّة فرص العمل، بالإضافة إلى المعاشات القليلة التي لا تؤمّن له حياة كريمة. ومع غياب الدولة والمؤسسات الاجتماعية، التي تزيد من حدّة هذه الأزمة، باتت العائلات اللبنانية تعيش في حالة من الضيق الحقيقي، حيث إنها لا تستطيع تأمين الحاجات الأساسية للعيش بالحد الأدنى. لذلك، لا بدّ من إيجاد حلّ فردي متاح وغير مُكلف من حيث رأس المال، يُسهم في إنعاش حياتهم من جديد. سنقدّم في هذا المقال بعض الحلول التي تساهم في معالجة هذه المشكلات.

الاستراتيجيات التي تُساهم في التخفيف من حدّة هذه الأزمات

من أبرز الحلول الفعّالة في هذا الإطار: الزراعة المنزلية، حيث يمكن للعائلات زراعة حاجياتهم من الخضروات والفواكه في فناء المنزل أو حتى في أوعية صغيرة على الشرفات، لمن لا يملك مساحة. الأمر الذي يوفّر عليهم نفقات شراء هذه السلع، كما يمكنهم أيضًا بيع الفائض من إنتاجهم وتحقيق ربح مادي.

كذلك، يمكن للأفراد الذين لديهم مواهب حرفية استغلال هذه المواهب وتحويلها إلى مصدر اقتصادي، مثل صناعة منتجات العناية بالبشرة الطبيعية، الحياكة، الرّزن، وغيرها من الأعمال. باستطاعتهم بيع هذه المنتجات في الأسواق، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يتيح لهم تحقيق دخل من جهة، وممارسة هواياتهم من جهة أخرى. وينطبق الأمر نفسه على ذوي المواهب الفنية، مثل المصممين الجرافيكيين والرسّامين وغيرهم، إذ يمكنهم أيضًا استغلال مهاراتهم وكسب المال.

وفي العصر الحالي، ظهرت وظائف جديدة مثل التسويق الرقمي، إدارة صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، التعليم عن بعد، والعمل من المنزل، وإقامة ورش العمل. كل هذه النشاطات تساهم في تحقيق دخل للعائلات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إنشاء مجتمعات تعاونية لتبادل المهارات والموارد، وشراء المواد بشكل جماعي، يُساهم في توفير المال وتعزيز الألفة بين الجيران أيضًا.

دعوة للتفاؤل وعدم الاستسلام

لذلك، في ظل هذه الأزمات المتعددة، يجب على الإنسان استخدام الموارد المتاحة والمواهب الشخصية التي تمكّنه من الوصول إلى الاستقلال المالي وتعزّز قدرته الإنتاجية، وتُمكّنه من العيش بكرامة، مما يُسهم في بناء مجتمع متماسك وخلق مستقبل واعد.
فالمطلوب عدم الاستسلام للظروف مهما كانت، لأن الحياة هي رحلة يجب على الإنسان استغلالها وعيشها بجميع جوانبها، ومحاولة التكيّف مع كافة التحديات التي قد يواجهها.

]]>